كيف تحوّلُ هوايتك إلى مشروع مربحٍ؟
“أرسم في أوقاتِ الفراغ”
“أكتبُ القصص وأدققُ المقالات في أوقات الفراغ”
“أصوّر حفلات أصدقائي ومناسبات العائلة في أوقات الفراغ”
“أصمم الإكسسوارات في أوقات الفراغ”.
إن كل ما سبق تجمعه عبارة (في أوقات الفراغ)، ومن هنا يأتي تعريف الهواية: “فالهواية هي شيء تمارسه بغرض المتعة في وقت فراغك؛ أي عندما لا تعمل، وممارستك لهذه الهواية تكون نابعةً من شغف حقيقي دون أي هدف لتحقيق ربح مادي”.
لكن ماذا لو تعمّقتَ أكثر في هوايتك وجعلتَها مصدراً لرزقك؟ أو بعبارةٍ أخرى: ماذا لو استفدت من موهبتك وخبرتك لتجعل من هذه الهواية بذرةً أصيلة لبدء مشروع تجاري مربحٍ؟….كيف ذلك؟ حسناً، هذا ما سيوضحه مقالُنا لك عزيزي القارئ.
وردَ في كتاب (استراتيجيات النجاح) لمؤلفه: علي صبيحي أنّ “أفضلَ ما يمكن الوصولُ إليه هو الوصولُ إلى عملِ ما تحبه، هذا العملُ يُفضّلُ أن يكون جامعاً بين موهبتكَ التي تتمتعُ بها، وكذلك الأعمال والخبرات السابقة التي مررتَ بها، وهذا كما ترى هو أفضلُ الأحوال التي يمكنك الوصولُ لها حتى تحصرَ تفكيركَ ومجهوداتك جميعها في عملٍ واحد فتحققَ المهارةَ والعملَ والدخلَ والربح في آن واحد”.
إن عبارةَ “افعل ما تحب واجنِ المال” التي تظل تتردد على مسامع أي مستثمر هي صحيحة وفعالة إلى حدٍّ كبير، ولكن مع ذلك فإن تحويلَ الهواية إلى عمل ليس أمراً بسيطاً إلى هذا الحد ولا سيما في البدايات، وسنقدم في هذا المقال بعض النصائح التي تسهلُ عليك الاستفادةَ من هوايتك في مشروع مربحٍ:
1-الالتزام في مواظبة الهواية والإلمام بها جيداً:
هناك أشخاصٌ لا يرسمون كلّ يوم، أو لا يكتبون مراجعة لكتاب أو فيلم ما إلا كل شهر، أو لا يتمرنون على آلتهم الموسيقية إلا في الإجازات والعطل، وهذا الأمر على الرغم من أنه يفرّغ المرء من ضغوطه، ويجعله يستعيد طاقته لكنه لن يفيدهُ على الإطلاق إن هو أرادَ كسب الدخل من هوايته، لذا لا بدّ من ممارستها بانتظام أكبر وبشكلٍ شبه يومي، وهذا بدوره سيؤدي إلى الشق الثاني من النصيحة الأولى؛ وهو الإلمام بالهواية من خلال تعلمها على أكمل وجه ومعرفة أدق التفاصيل حولها، إذ لا بدّ من القراءة أكثر عن الهواية أو مشاهدة بعض الفيديوهات على الإنترنت لأشخاص محترفين فيها، وامتلاك جميع الوسائل والأدوات والمعدّات اللازمة لتحويل الهوايةِ إلى مشروع.
2-ضع خطة عمل:
عندما تخططُ لجعلِ الهواية عملاً، فإنه يجب التعامل معها كأي عمل تجاري أو مشروع تخطط لتأسيسه، وأول مرحلة للتأسيس هي وضع خطة للعمل تتضمن ما يلي:
* ملخص تنفيذي
* قائمة المنتجات والخدمات
* استراتيجيات السوق
* خطة المبيعات والتسويق
* المعالم والمقاييس
* خطة مالية
: “ Strategic Entrepreneurship Journal”
هي مجلة نشرت تقريراً يذكر أن رواد الأعمال الذينَ يكتبون خطة رسميّة هم أكثر عرضةً بنسبة 16% لتحقيق الجدوى من أولئك الذين لا يكتبون خطة على الإطلاق.
كن جدياً إذن واكتب خطة عمل، وبشكل عام فإن الخبراء ينصحون بأن تبدأ بدوام جزئي في مشروعك قبل أن تنتقل إلى دوام كامل قد يكون على حساب وظيفتك الأساسية في حال لم ينجح الأمر، وهذا تماماً ما ستساعدك الخطة على معرفته، والتأكد مما إذا كانت الأرباح ستجعل هوايتك عملاً ثانوياً فحسب، أم أنها ستقترب من دخلك الحالي وربما تتجاوزه، وبذلك سيكون الوقت قد حان لتركِ وظيفتك الحاليّة والبدء بوظيفة العمر.
3-الحصول على عملية البيع الأولى:
إنّ عمليّة البيع الأولى هي الأصعب على الإطلاق، من هنا سيكون واجباً عليك ألا تركز في البداية على الدخل العالي وإنما على بيع منتجك أو خدمتك للعملاء حتى لو كان ذلك بمبالغ مالية قليلة، لذا احرص على تقديم عيّنة مجانية من منتجك، أو فترة تجريبية لخدمتك، ووفقاً للتفاعل ستكون على دراية أكبر بمتطلبات سوق هوايتك التي ستتحول إلى عمل، وبطبيعة الفئة المستهدفة أيضاً.
4-إنشاء وجود قوي على شبكة الإنترنت:
لم يعد السوق بمعناه التقليدي هو السائد إذ إن 87% من المستهلكين يبدؤون عملية الشراء عبر الإنترنت، لذا فإن عدم وجودك على الإنترنت والسوشال ميديا يعني أنك غير موجود أساساً، يجبُ أن تتذكر هذا دائماً.
أنشئ موقعاً لخدمتك على الإنترنت وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وابدأ بالتسويق لمنتجاتك وخدماتك المذهلة، التسويق الذكي الذي لن يكلفك أي مالٍ، وإنما سيتطلبُ منك تفاعلاً ذكياً من جهتك مع سوق العمل وتطوراته، وقدرة كبيرة على أن تكون مرناً مع هذه التطورات التي يفرضها نظام حياتنا المتسارع، هذه النصيحة ستقودنا بدورها إلى النصيحة الخامسة.
5-اعرف جيداً الفئة المستهدفة ومتطلباتها:
عند التسويق لمنتجك أو خدمتك لا بد أن تكون حريصاً على أن يتوفر فيه أحد الأمور الثلاثة:
*إشباع حاجة
*حل مشكلة
*تقديم قيمة ملموسة
لذا لا ينبغي عليك أن تركز على المواصفات الفنية للمنتج، بل ركز على المنافع التي سينالها عملاؤك إذا استخدموا منتجك؛ فالعميل لا يهتم بمواصفات المنتج بقدر ما يهمه أن يستفيد منه.
إذا ما استطعت جعل هوايتك قادرةً على تلبية حاجة ما، أو حلت مشكلة ما، أو أضافت قيمة مطلوبة، عندها تستطيع أن تبدأ بها مشروعاً ممتازاً يضمن لك عملاء ملتزمين بك تستطيع الحفاظ على ولائهم، ويحقق لك أيضاً دخلاً مُرضياً.