هل تخافُ أن تبقى فقيراً إلى الأبد؟ هل تشعر أنّه مهما كسبت من نقود فإنّ شبح الفقرِ لا يفارق بالك؟
يقول المليونير ستيف سيبولد، مؤلف كتاب (كيف يفكر الأغنياء؟) إنه على عكس ما هو معروف إذ “يملك جميع الناس الفرصة لتحقيق ثروة”، إذن لماذا هناك أغنياء وهناك فقراء؟
إن ما يميز بين الأغنياء والفقراء هو سلوكيات معينة يتبعونها سواء كانت فكرية أي يعتقدونها ويؤمنون بها، أم حياتية بمعنى أنها عادات يواظبون على ممارستها يومياً، ومن أجل ألا تبقى فقيراً لا بدّ من تجنب هذه السلوكيات، وهي:
1-النظر إلى الثروة على أنها حظ:
إذا أردت ألا تبقى فقيراً، توقف عن النظر إلى نفسك بوصفك شخصاً لا يستحقُّ الثروة، ليس هذا فقط بل لا يجب أن تعتقد أن الأغنياء هم أشخاص محظوظون فحسب، وكأنهم جمعوا ثرواتهم بين عشيةٍ وضُحاها دون أي تعب.
إذا كنت ترى أنّ الثروة تحتاج إلى حظ، فأنت ببساطة لا تعرف الطريقةَ الصحيحة لكسب المال، ولا تعلم كم يحتاج الموضوع إلى تضحية ومغامرة وجهد متواصل، ويحتاج أيضاً إلى إيمان بالوصول وإلى شعور عظيم بالاستحقاق، فالجميع يستحق أن يكون غنياً، ويستطيع تحقيق ذلك أيضاً.
2-لا تفرّقُ بين رغباتك واحتياجاتك:
قد تحتاج بالفعل إلى شراء سيارة، وأنت ستنفق النقود بالتأكيد لشرائها، ولكن ثمة فرق كبير بين أن تشتري سيارة لتلبي حاجتك (وهنا أية سيارة عادية ستفي بالغرض)، وأن تشتري سيارة رياضية مثلاً لأنك ترغب في أن تتباهى بها أمام أصدقائك وجيرانك في الحي.
لست أنت فقط، فالناس بشكل عام يواجهون صعوبة في التمييز بين حاجاتهم ورغباتهم، لذا فهم يعتقدون أنّ كل ما يريدون شراءه هم بحاجة ماسة إليه، وهذا سلوك خطير للغاية إذ سيجعلك عالقاً في دائرة الفقر إلى الأبد.
3-تركز على الادخار لا الاستثمار:
لا أحد ينكر مدى أهمية الادخار في تحقيق الثروة، لكن الاستثمار يفوقه أهميّةً، لأنك إذا بالغت في الادخار فإنك بذلك ترسم الحدود لأية فرص ربحية، وتمنع عقلك من أن يبدع في طرق الاستثمار التي تعدّ خطوة مهمة جداً كي لا تبقى فقيراً.
يكفي أن تقتطع 10% فحسب من مرتّبك -إذا كنت من أصحاب الدّخل الثابت- للاستثمار في أسواق تداول المال، أو في أي مشروع صغير يضمن تحريك نقودك وعدم تجميدها بالادخار الزائد عن حده.
4-تفضيل المنطقة الآمنة:
الأغنياء يتلذذون بالأدرينالين الناتج عن المخاطرة، طبعاً هم يعلمون كيف ومتى يغامرون، الفكرة أنك إن طلبت إلى غني الاختيار بين الإنفاق بأمان أو بمجازفة فسيجيبك متحمساً إنه لا يستمتع بالعمل من دون مخاطرة، وعلى عكس ما هو شائع؛ راحته تكمن في المشاريع الغامضة التي ستُشغل كل فكره وطاقته وإبداعه لمعرفة كيفية تحقيق الأرباح منها.
مهما وضعت من خطط وقيّمت وحلّلت فأنت ستصل إلى نقطة غموض تفرضها طبيعة السوق المتغيرة، وهنا إن بقيت على عقلية الفقر فسيكون اختيارك هو البقاء في المنطقة الآمنة، ولكن لكي تحيط بهذه النقطة الغامضة فأنت بحاجة إلى المخاطرة فهي ستعلمك وترتقي بك سواء ربحت أم خسرت.
إن الثراء يستحق التضحية، ووفق خبراء في الاقتصاد:
“الثراء والنجاح 20% فقط معرفة، و80%تغير في أفعال الشخص وتضحية من أجل الوصول إلى النتيجة”.
5-البحث عن الثراء السريع:
الفقر يجعل من الناس يبحثون عن أسهل الطرق وأسرعها للخروج منه ظانين أن تحقيق الثروة يكون بين عشية وضحاها.
الحقيقة أنه لا أحد يرى ما وراء كواليس حياة الأغنياء، أغلب قصص نجاحهم الملهمة كانت بسبب معرفتهم كيف يجعلون من ظروفهم الصعبة حافزاً ودافعاً لتحسينها بل للذهاب إلى النقيض تماماً؛ الغنى والنجاح الكبيرين، وهذا بالتأكيد لن يحدث بعصا ساحر، أو وفق وصفة جاهزة تصنع منهم أغنياء على وجه السرعة.
“Easy come, Easy go”
تذكر هذا دائماً عزيزي المتعجّل لتصبح غنياً، وإلا فإنك ستبقى فقيراً للأبد.
6-محاولة الحصول على كل شيء:
ربما أنت الآن قد تخرّجت حديثاً، وطموحاتٌ كثيرةٌ مزدهرة في قلبك وعقلك، يرافقها اندفاعك لتحقيقها كلها دفعةً واحدةً، فأنت تريد أن تستقلَّ ذاتياً لذا تريد أن تشتري منزلاً، وسيارةً، وأن تتزوج أيضاً، لكنّ محاولتك هذه للحصول على كل شيء في الوقت نفسه ما هي إلا فخ للوقوع في فخ آخر اسمه الديون، مما سيضمن أن تبقى فقيراً طوال حياتك.
لا تحاول اقتناء كل شيء معاً، وإلا فإنه لن يتبقى لديك أي شيء، لذا تستطيع ببساطة أن تختار شيئاً واحداً كبيراً كلّ مرة وأن تركز عليه من خلال وضع ميزانية مدروسة، ومن ثم تستطيع بعد أن تشتريه أن تنتقل إلى شيء آخر إن كنت تملك ثمنه، وإلا فلتؤجله حتى وقت لاحق عندما تتوفر الفرصة لتجميع بعض المدخرات وكسب المزيد من المال.
7-تفضيل الترفيه على التعليم:
أنت الآن تملك مبلغاً كبيراً من المال، ربما ادخرت قسماً منه، واستثمرتَ 10% منه مثلما ذكرنا قبل قليل، وتخطط بما تبقى من هذا المبلغ لأن تذهب في رحلة ما، أو تسافر إلى أوروبا، أو تستجمّ في منتجع ما، تفكيرك منطقي إذ إنه من الضروري أن ترفه عن نفسك بعد تعب وجهد للوصول إلى هذه النتيجة الجميلة، لكن هل هذا كافٍ لكي تمتلك عقلية الثراء التي تضمن انضمامك إلى فئة الأغنياء الأقوياء؟
بالتأكيد لا، لأن أهم سمة في عقلية الأغنياء هي مواظبتهم على التعلّم واكتساب مزيد من الخبرات، فالعالم يتغيّر بسرعة، وهناك دفق هائل من المعلومات كل يوم وكل ساعة ودقيقة، لذا يجب عليك أن تواكب هذا التطور السريع من أجل أن تطوّر من مهاراتك وخبراتك وطرقك في كسب المال، وإلا فإنك ستبقى في الخلف، وستعود فقيراً للأسف.
8-الأهداف غير الواضحة:
ربما أنت لا تريد الحصولَ على كل شيء دفعة واحدة مثلما ذكرنا، بل على العكس تماماً فأنت لا تعرف ما تريد حقاً، أهدافك غير واضحة وتعاني من تخبط كبير في إنجاز أي شيء، هذه السلوكية من أخطر السلوكيات التي ستبقيك فقيراً، لذا ضعِ الآن ورقة أمامك ورتّب أولوياتك، اعرف أهدافك وأحلامك، ادرسها جيداً وضع خططاً مناسبة لها، وتذكر دائماً أن السبب الرئيسيّ لعدم تحقيق الناس لأهدافهم هو أنهم لا يعلمون ما يريدون حقاً.
والآن بعد قراءتك هذا المقالَ، تستطيع أن تخطو الخطوة الأولى في عالم الثراء، ولكن بقي شيء مهم للغاية عليك أن تغيّره في نفسك؛ وهو نظرتك للمال، وحُكمك المسبق على الأغنياء، فالمالُ ليس أصل كل شرور، وليس كل غني مولودٌ وفي فمه ملعقة من ذهب.
حقيقي كلام ممتاز يعطيني طاقة ايجابيه شكرا علي هذا المجهود
شكراً لك صديقي على متابعتنا